الامارات تشبه ايران باسرائيل بسبب النزاع على الجزر الثلاث ومراقبون يعتبرون هجومها جزءا من مشروع غربي لاثارة التوتر في المنطقة

صعدت دولة الامارات في خطابها الدبلوماسي الموجه ضد ايران لاول مرة وبهذه القسوة والتحدي غير المسبوق و الذي لم يكن معهودا سماعه من قبل وبمثل هذا التصعيد من هذه الدولة الخليجية، مما يشير الى احتمال ان يكون هذا الهجوم الدبلوماسي والاعلامي للامارات، جزءا من سيناريو سياسي واعلامي ودبلوماسي غربي دفع الامارات للاقدام عليه ، في وقت تواجه فيها ايران تهديدات امريكية واسرائيلية لضرب منشئاتها النووية ومواقعها الاستراتيجية كوسيلة من وسائل اثارة مزيد من التوتر في المنطقة ! .

وجاء هذا التصعيد في تصريح لوزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان الذي جاء فيه " إن إيران تحتل الجزر الثلاث المتنازع عليها مع بلاده في منطقة الخليج مثلما تحتل إسرائيل الأراضي العربية ".
وأضاف أن "قضية الجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى والصغرى وابو موسى التي تحتلها إيران تشكل عاملا سلبيا في العلاقة بين البلدين وستظل مؤلمة بالنسبة لكل مواطني الدولة".
وأكد الشيخ عبد الله أمام المجلس الوطني الاتحادي، وهو هيئة تمثيلية منتخبة جزئيا أن "احتلال أي أرض عربية هو احتلال وليس سوء فهم ولا فرق بين احتلال إسرائيل للجولان أو لجنوب لبنان أو للضفة الغربية أو غزة، فالاحتلال هو الاحتلال ولا توجد أرض عربية أغلى من أرض عربية أخرى".
واضاف : "كإماراتي بل وككل إماراتي، لا بد أن أكون أكثر حساسية لاحتلال جزء من الإمارات من احتلال أي أرض عربية أخرى وإلا سيكون المرء كمن يكذب على نفسه".
وقال الشيخ عبد الله إنه "لا يقارن بين إسرائيل وإيران إلا أن الاحتلال هو الاحتلال فهو غير قانوني في العرف العربي كما هو غير قانوني إسلاميا ودوليا" معتبرا أن إيران "تقف موقف المتعنت والرافض لكل مبادرات الإمارات لحل القضية بالتفاوض المباشر أو التحكيم الدولي".
والجدير بالذكر ان ايران تعتبر هذه الجزر هي ايرانية وانها اعادت فرض بسط سيادتها عليها بعد رحيل القوات البريطانية من الخليج في عام 1971. بينما الامارات تقول ان الجزر الثلاث هي جزر امارتية وتسعى لاثارة هذا الموضوع في كل مؤتمر خليجي او عربي وحتى دولي .
واعتبر المراقبون المختصون بالشؤون الخليجية ، لغة الخطاب الذي استخدمه وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد ضد ايران وامام المجلس الوطني الاتحادي ، غريبا عن الخطاب الدلوماسي الامارتي المعتاد الذي سعى للتهدئة واثارة موضوع الجزر الثلاث بهدوء ، ووصفوه بانه" اتسم بالتحدي والاثارة ، خاصة وانه يتزامن مع تصعيد دبلوماسي وسياسي واعلامي غربي وفي مقدمتهم الولايات المتحدة واسرائيل ضد الجمهورية الاسلامية" .
ويضيف هؤلاء : " كما تاتي شدة لهجة الخطاب الدبلوماسي الاماراتي ضد طهران وتشبيهها باسرائيل ، بمثابة جرأة لاتمتلكها دولة الامارات ولاهي تملك مقومات هذه الجرأة ، مما يعكس شكوكا بان الاماراتيين دفعوا للتصعيد والى استخدام عبارات حادة ضد الايرانيين ، وذلك من قبل حلفائهم الامريكيين والبريطانيين والفرنسيين الذين يملكون تسهيلات وقواعد في الموانئ والمطارات والاراض الاماراتية ".
وحسب هؤلاء المراقبين ، فان هذه الدول شجعت المسؤولين اكثر من مرة لاثارة موضوع الجزر من اجل خلق اجواء تصعيد خليجي ضد ايران لاثارة التوتر في المنطقة وفي اجواء حساسة للغاية، ويبدو ان الاماراتيين استجابوا لهذا المشروع الغربي ،وخاصة بعد اعلان الامريكيين عن احتمال اللجوء الى الخيار العسكري لوقف المشروع النووي الايراني .
ومن المعلوم ان دولة الامارت بدأت ومنذ 5 سنوات عمليات تسلح استثنائية وغير مسبوقة حتى صنفت الدولة الاولى في شراء الاسلحة في منطقة الشرق الاوسط في العام الماضي ، كما عقدت اتفاقات مع شركات امنية وشركة متخصصة بالتجسس عن طريق الاقمار الاصطناعية وهي شركة" اميغ سات " الاسرائيلية وبموجبها تزود الامارات صورا عن المنشئات العسكرية الايرانية وعن حشود قواتها ومواضع المواقع والقواعد البحرية الايرانية وغيرها من الاهداف ، بالاضافة الى مشاركة طياري سلاح الجو الايراني في مناورات حربية في الولايات المتحدة مع طياريين اسرائيليين ومصريين واردنيين واحدى تلك المناورات كانت عبارة عن تمرين بضرب اهداف مشابهة للمفاعلات والمواقع الاستراتيجية الايرانية. وكل ذلك يعده المراقبون جزءا من رغبة الامارات للتحول الى حلقة عسكرية في الاستراتيجية الامريكية والغربية في منطقة الخليج لمواجهة ايران في حال نشوب نزاع او انفجر الموقف عسكريا في المنطقة .